الأربعاء، 16 أبريل 2008

فالله خيرٌ حافظاً ..


لبعض الآيات مكانة خاصة من نفسي .. يبدو أنها ترتبط بميولي وتكويني وحتى مخاوفي أكثر من أخرى
وبينما تكون الآيات القرانية المفضلة للبعض “وبئس المصير” تنير لي طريقي الآيات التي تنتهي ب ” أرحم الراحمين “ وليس لي بالطبع التعليق على آي القرآن أنا فقط أريد التحدث عن بعض الآيات التي أحبها وعلَمت داخلي وآراها تحفة فنية لغوية وتجعل عالمي متسق ..
بادئ ذي بدء أعشق سورة يوسف وسورة يَس وسورة الأعلى والإنسان والتين والضحى والشمس والعلق والشرح وعبس والقلم وطه .. والأسباب عديدة منها ما هو متصل بخيال الطفولة البكر والصور التي تتشكل من فهمي للنص مثل ” والتين والزيتون .. وطور سنين ” طالما اسعدتني لا أعرف على وجه الدقة لماذا او من الموسيقى الداخلية الرائعة والتركيب اللفظي للجملة مثل الآيات العبقرية ” سبح اسم ربك الأعلى .. الذي خلق فسوى .. والذي قدر فهدى..” أو “والضحى .. الليل إذا سجى .. ما ودعك ربك وما قلى..” يعجبني تزاوج الحروف والاصوات مع المعنى
كل ذلك من وحي الطفولة وعندما كبرت استوقفتني آيات بعينها كنت اخطها واتأمل المعنى العميق لها بعيدأً عن الخطاب الديني المعتاد فكم هي جميلة دعوات الانبياء مثل الدعوة الرائعة لسيدنا موسى ” رب اشرح لي صدري .. ويسر لي أمري .. واحلل عقدة من لساني يقفه قولي..”
وكم هي رائعة التقريرات مثل “يؤتي الحكمة من يشاء .. ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيراً كثيراً” وانا إرتبطت بشكل شخصي بهذه الآية كحقيقة انسانية فمن يمتلك الحلم والصبر والفراسة يقدر الامور بشكل افضل ويحكم على الاشياء بشكل سليم خالي من الاهواء
ويا سلام على الآية الرائعة ” وأما الزبد فيذهب جفاء .. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض…” وأرى انها يجب ان تُقرأ بتروي و تدبر وهي تعطني القناعة أن المظاهر والسفيف من الأمور لزوال وان الاشياء الحقيقية فقط التي تساهم في بناء الارض والانسان تظل وتتراكم ..
وكذلك “نور على نور ” والمسألة ليس لها علاقة بنور ابني انا اسميته نور من اثر تلك الآية وفيضها العظيم على الروح وهنالك “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون” -وأيضاً “وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداع..” - “وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ”
واقف مبهوتة أمام “ولولا دفع الله الناسَ بعضهم ببعض لفسدت الأرض”
أما بقى الآية التي أنقذتني وتنقذني كل يوم من الوسواس القهري فهي “فالله خيرُ حافظاً وهو أرحم الراحمين..” ياااااااااااااااااااااااااااه وأنا أبحث عنها في طريق الحياة على سلسلة او دلايه كي أرتديها وأتحسسها دائماً فغالباً ما تصيبني الهواجس والمخاوف على ابنائي وكنت اهلع ومع الوقت ادركت أنه نوع من الوساوس وقررت أن أقهره وحدي بهذه الآية كلما هاجمتني أقرأ في سري ” فالله خيرٌ حافظاً … وهو أرحم الراحمين” يااااااه تطبطب على روحي بشكل!!! أنه يحفظهم ثم إن كل ما يأتي به تعَال خير… ثم يهدأ من روعي بالإرداف المعجز وبعدين هو كمان ”أرحم الراحمين” ارحم الراحمييييييين إفهمي!!! كأنه عتاب رقيق على الخوف غير المبرر!!
وبشكل خاص جداً أحب ” الحمد لله رب العالمين .. الرحمن الرحيم” فيها إتساق وثبات ورسوخ وتبعث على طمأنينة عجيبة ارى فيها جوهر الإيمان والسلام مع النفس…
وهناك ايضاً أيه من الانجيل (أو ترنيمة لا أعرف!!) أحبها جداً وأحب وقعها على الأذن “المجد لله في الأعالي .. وعلى الدنيا السلام” ياااااه رائعة!!
كما قلت كلها مشاعر شخصية وانطباعات تكونت لدي عن أعظم وأصعب الكلام .. القرأن الكريم

هناك 5 تعليقات:

واحد من البلد دى يقول...

دمتى مبدعة أختاه..موضوعك يمس جوارحى بصورة شخصية وأعيشه فعلا ..لكننى لا أستطيع أن أتناوله فى مدونتى لأننى قد أخذت قرارى ألا أكتب فيها غير الشعر...أتمنى دوام صداقتك

Zianour يقول...

يبقى تعمل مدونة تانية تكتب فيها براحتك وشكرا على مرورك وتعليقك الجميل
زيانور

د. إيمان مكاوي يقول...

كلامك مؤثر وخاصة ردك على غاده,ولو عيزه ربنا دايما يحفظلك أولادك فعليك بترديد هذا الذكر صباحاً ومساءً (باسم الله الذي لايضر مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) فعندما أقوله عند خروجهم أكون مطمئنه تماما وربنا يحفظهم لنا..وشرفيني بالزياره.

احمد أبو العلا يقول...

احببت كثيرا فهمك والأرتباطات التى وجدتيها مع الآيات الكريمة وانا افعل تقريبا نفس الشىءولكن على المستوى التشكيلى فى مدونتى (واو) تحياتى لك
http://7arfwaw.blogspot.com/

د. إيمان مكاوي يقول...

شكراعلى ردك ,وأنا باحضر ماجستير في طب المناطق الحاره ,وربنا يحفظلك أولادك على العموم أنا تحت أمرك في أي إستشاره ما أنا متخصصه بالخبره ,وياريت تشرفيني في مدونتي يوميات أم البنين وهيكون فيها تجارب يمكن تكون مفيده ...يارب.