السبت، 24 يناير 2009

تخاريف مساءٍ ما..

في هذه اللحظة العجيبة اشعر بجوع حقيقي للكتابة رغبة ملحة هاجس لا يتنحى
مع كل ما سبق وعشته مع الترتيب الداخلي لوجودي ولحظات السلام التي تتراكم هكذا بجد بحق وحقيق مش مجرد لحظات طائرة تأتي لتذهب بعد ذلك ويحل الفراغ والتعب والفوضى اقول مع كل هذا ..بدأت اشعر بهذا الرضا العجيب المبتسم المرفرف في نعومة بلا طيش بلا فوضى بلا فوران...
في هذه اللحظة ..أشعر بالتناغم مع نفسي مع كينونتي .. تناغم ممتد .. افقي ..
ارجع ذلك .. بل انا على يقين ان السبب هي الكمياء ان ما يتحكم فينا هي المواد التي تدور في دمائنا.. التي تصنع مزاجنا وما نكونه..
اتناول المكملات والفيتامينات ومضادات التعب بشكل مثابر كصلاة يومية صباحية ثم النسكافيه والافطار وانتظر وأختبر فاعليتها ...وأتاكد انها السبب
ثم الخروج الصباحي غير المبكر وغير المتأخر في التاسعة الا الربع كل يوم .. هواء الصباح البارد يضخ الدماء للمخ من المؤكد أن ذلك يفيد .. الحركة بركة .. لم يحدث ان اصيب من سبقونا من الفلاحين بالاكتئاب.. انهم يتحركون 12 شهر بالسنة من الشروق حتى الغروب..تجري بدمائهم طراوة هواء الصباح ونظافته ورائحة الطين وطعم الخضار والفاكهة الطازجة... لقد اصبح لدي قناعة انه يجب ان نظل بجوار الارض لسبب او آخر... يجب أن نظل بجوارها نتابع ايقاعها ...نقرأ رسائلها.. الميزان فيها
الأرض تلك المبهرة .. المريضة ايضا..بنا!! الآن ادرك بشكل إلهامي ان كل شئ دائري كل الاحداث والحياوات والمشاعر تتبع شكل دورة ما .. نؤذي الارض ستدور الدائرة سيدفع الثمن من سيكونون على مقربة من رحاها.. ربما لم يشاركواعلى الاطلاق في الاذى ولكنهم هناك لسبب او لأخر
اشعر بالاعجاب بمن يستطيع الاحتفاظ بهامش غير مرئي ولا محسوس من كل الدوائر الدائرة من يحتفظ بتوازن واستمرارية ..من ينجو من افاعيل القدر من يؤدي حياته على اكمل وجه من جميع الجوانب بلا سبب محدد .. ولكنه نجح حياته الطويلة بشكل مذهل صامت بلا فوضى بلا ارتفاعات ولا انخفاضات .. تبع الخط المستقيم ونجح .. بلا سبب ظاهر.. اظل اقلب وضعيته على جميع الجوانب انه لا يخضع لفلسفة الدوائر ولا لدراما الرحى انه خط مستقيم ..لا يعرف الكثير عن اي شئ ولكنه هناك بحضوره العجيب الملهم أقوى من أي كلام من أي فلسفة من اي دوائر!!! بلغ أرذل العمر صنع عائلة أحب ذاق الفراق والمرض والحب واللعب والمتع الصغيرة..ليس بنبي ولا بملاك انه فقط مجرد انسان ... لا يبدو عليه الحيرة ولا التساؤل ولا الندم ولا الخوف .. يشع شئ ما أقوى من كل تلك الافكار اللعينة عن الحياة والكينونة وخلافه .. كيف نجا من الدوائر التي تتغذى على الانسانية كيف نجا من دراما الرحى لا أعرف لا أفهم.. ربما من الجيد ألا افهم ...ربما من الجيد ان يظل ملهماً .. كأيقونة للالهام والخط المستقيم.. والأمل
قناعة أخرى تضاف الأشياء البسيطة ...السعادة فيها .. والأشياء البسيطة ترضي من تعب من صخب الشباب والتمرد..لاترضي فوران الحياة والعطش الحثيث للفوضى وهدم الثوابت... بعد كل ذلك يأتي الهدوء وربما التعب والارهاق ... ثم تاتي األاشياء الصغيرة كماء يروي هكذا بكل بساطة... أن استقبل صباحي بطعم القهوة بالحليب وحولي احبائي نتبادل احاديث عادية دافئة .. وأن أنام على تلك الفكرة الجميلة أن احبائي ينعمون بالسكينة والراحة والدفء... لاشئ يعادل تلك المشاعر .. تأمل ورقة شجر.. تأمل سماء مشمسة وارض بيضاء مفروشة بالثلج ... الاحساس غير العادي انه من الجميل ان نشعر بآدميتنا وندرك مداها... أن نبتسم لفكرة صغيرة ايجابية لن تغير الكثير بل تدفع فقط مجرد الابتسام والكثير والكثير من الاشياء الصغيرة...
ربما ما يصنع السعادة الحقة هو الأمل .. الاطمئنان أن الغد آت ويحمل الجيد والخير ... هذا ما أعتقده وما أدركه وما أتمناه.. اليأس مرهق يربك كمياء الجسد ..والوجه .. الأمل شئ جيد.. ربماحتى معناه المطلق غير المرتبط بأي معاش حالي ..الأمل البعيد الجميل كأمير سيأتي لينقذ سيندريلا في أخر الحدوتة .. نعم ..المعجزات ممكنة..
***
أشعر فجأة ...بالرغبة في التوقف عن مزيد من الكتابة .. اريد أن أضم أشيائي الصغيرة وأن احتفظ بالباقي من كمياء السعادة وأن اشرب الزبادي بالفواكة فهو مناسب تماما للحالة ... حلو الطعم .. لا يرهق في الاستقبال ... ويرطب التعب والعطش الناتجين من الكتابة واللهاث خلف الافكار...
نعم .. ربما علي أن أأخذ بعض الفيتامينات الآن !!!!